×

بسبب الحرب.. العواقب طالت جميع المواطنين في هذا الشعب!

بسبب الحرب.. العواقب طالت جميع المواطنين في هذا الشعب!

لا أستطيع ممارسة حريتي والتنقل بحرية في البلاد بسبب الحرب منذ أكثر من ثلاثة أشهر.. يغلقون علينا مداخل الطرقات بين المدن.. ولا أستطيع التحرك سوى لأقرب واجهة خارج قرية فافيلا اللعينة.. وأنا لا أستطيع الخروج بدون أن أكون شارب بعضا من الخمر.. ويجب أن أصحب زجاجة الخمر الخفية معي أينما أذهب.. لماذا؟!.. لأنني أعاني من فصام وفوبيا أجتماعية.. بالكاد أستطيع التوازن بالسير.. وأبدء أرتجف.. وجمود في وجهي وجسدي.. ولا أستطيع لفظ الكلمات.. من شدة الخوف.. والجفاف.. لماذا كل هذه تهيئة الخوف تظهر ولا أستطيع التحكم بها.. أتناول مضاد أكتئاب واتناول دواء ذهان منذ أعوام طويلة.. بشكل فارغ ولم يعالجني شيء.. ولا حتى جلسات العلاج السلوكي المعرفي العديدة التي خضعت لها.. تمكنت من علاجي.. ولكن مع الخمر أشعر أنني طبيعي جدا وجريئ جدا وأتخلص من كل الأعراض المرضية هذه.. أصبح إنسان ثاني.. وهذا ما يؤكد أن المشكلة فقط في فصام العقل والنفس.

ولا أخلوا من المشاكل من قبل الآخرين.. حتى من الشرطة والجيش يذيقونني.. وهناك من يتسأل ما هذه العبوة التي بيده.. أشخاص فضوليين لا يحترمون خصوصية الآخرين.. رغم أن العبوة غير شفافة.. وتبدوا حافظة ماء.. وليست عبوة كحول.. وبالأمس خرجت لأقرب وجهة لي.. وأنا لا أحب التواجد بالأماكن المكتظة بالبشر.. لكي لا أتعرض لموقف واعتداءات.. فأذهب بقرب من ثكنة عسكرية تفصل بين مدينة الخليل ومنطقة ما تسمى حلحول.. تحرش بي الجيش الإسرائيلي بالأمس وطلب مني أن اخلع الجكيت.. وشبه تعريتي من فوق.. وتفتيش حقيبتي.. وطلبوا مني فتح قفل هاتفي الذكي.. وبدئوا يستعرضون الصور والواتساب والفيسبوك.. واخذوا بطاقتي الشخصية.. وأرسلوا رقمها للجيش الآخرين.. وسألوني هل أنت متزوج.. قلت نعم.. ما أسم زوجتك؟!.. وكذلك قلت لهم أنا أدعم إسرائيل.. وأنا ملحد.. قال لي لا يعنيني هذا.. الذي يعنيني أن لا تعود إلى هنا.. وإلا في المرة القادمة سندخلك السجن.

الوضع تفاقم علي جداً للأسوء في ظل هذه الحرب.. منعوني من دخول الأراضي الإسرائيلية.. ومنعوني من الوصول للمدينة اللعينة بيت لحم.. ولا أعلم أين أذهب.. أشعر بملل مزاولة المنزل كل يوم.. وأحتاج للخروج.. والسير.. ليس لدي أصدقاء.. أصدقائي زوجتي وأطفالي وأمي.. ولا أريد أصدقاء.. ولا أحب ذلك.. فقط أريد التنقل بحرية.

ويقال أن عام 2024 عام الحرب كما جاء على لسان قادة الجيش.. يجب على الفور بدء إعادة مناحي الحياة.. في الضفة الغربية.. وإعادة السماح لنا بإصدار تصاريح.. والدخول للإراضي الإسرائيلية.. وكذلك نعلم أن الذين لديهم مشاكل أمنية وإرهابية لا يسمح لهم بالدخول وفق القانون.. لماذا العقاب طال جميع المواطنين في هذا الشعب.

هذا شيء لا يعقل!

إرسال التعليق

ربما تكون قد فاتتك